فلسطين ما قبل الميلاد
وجدت اثار الوجود البشري في منطقة جنوبي بحيرة طبريا، هي ترقى إلى نحو 600 الف سنة قبل الميلاد، وفي العصر الحجري الحديث (10000 ق.م. - 5000 ق.م.) انشأت المجتمعات الزراعية الثابتة، ومن العصر النحاسي (5000 ق.م. - 3000 ق.م.) وجدت ادوات نحاسية وحجرية في جوار أريحا وبئر السبع والبحر الميت، ووصل الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000 ق.م. و 2500 ق.م.، وفي نحو 1250 ق.م. استولى بني إسرائيل على أجزاء من بلاد كنعان الداخلية، وما بين عامي 965 ق.م. و 928 ق.م. بنى الملك سليمان هيكل في القدس، وفي عام 928 ق.م. قسمت دولة بني إسرائيل إلى مملكتي إسرائيل ويهودا وفي 721 ق.م. استولى الآشوريون على مملكة إسرائيل، وفي عام 586 ق.م. هزم البابليون بقيادة نبوخذ نصر مملكة يهودا وسبوا أهلها إلى بابل وهدموا الهيكل ،539 ق.م. يستولي الفرس على بابل ويسمحون لليهود بالعودة، ويبنى الهيكل الثاني وفي عام 333 ق.م. يستولي الاسكندر الأكبر على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني، وبموته وبحدود 323 ق.م. يتناوب البطالسة المصريين والسلوقيين السوريين على حكم فلسطين.
حاول السلوقيون فرض الدين والثقافة الهلينيستية (اليونانية) ولكن في عام 165 ق.م. حسب التاريخ اليهودي يثور المكابيون على انطيوخس ابيفانس السلوقي، حاكم سوريا، ويمضون في اقامة دولة يهودية مستقلة، وفي عام 63 ق.م. تضم فلسطين إلى الامبراطورية الرومانية.
[عدل] فلسطين صدر الإسلام والخلفاء الراشدين
قبل ظهور الإسلام في القرن السابع، كان قد حدث تمازج متصل بين المسيحيين في فلسطين والسكان العرب (الذين كان العديد منهم من المسيحيين أيضا) القاطنين إلى الجنوب والى الشرق من فلسطين. وكان رسول الله محمد بن عبد الله والمسلمين يتجهون إلى القدس كقبلة للصلاة، كما كانت حادثة الإسراء والمعراج التي أسرى فيها بالنبي محمد من مكة إلى القدس وعروجه منها إلى السماوات السبع. وبعد معركة أجنادين وانتصار المسلمين فيها بدأ المسلمون يسيطرون على اراضي فلسطين، وقد استولى العرب المسلمون على القدس من البيزنطيين سنة 637م، أعرب الخليفة عمر بن الخطاب عن احترامه للمدينة بأن تقبل بنفسه استسلامها، وكتب لهم وثيقة أمان عرفت فيما بعد بالعهدة العمرية، أعطاهم فيها أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، فمن خرج منها فهو آمن ومن أقام فهو آمن، وشهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص، ومعاوية ابن ابي سفيان، وقد أقرّ السير وليم فينز جيرالد "لم يحدث قط في تاريخ الفتوحات حتى غزو القدس ونادرا منذ ذاك، أن اظهر فاتح تلك المشاعر السخية التي أظهرها عمر للقدس." وكان الاسم العربي الذي اطلق على القدس هو بيت المقدّس، كمقابل للبيت الحرام. وأصبحت ولاية فلسطين البيزنطية ولاية إدارية وعسكرية عربية اطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك الوقت.
[عدل] فلسطين زمن الأمويين
كانت عاصمة الأمويين وعاصمة الخلافة دمشق وبلغت الخلافة اوج سلطانها ووصل نفوذها إلى وسط آسيا شرقآ وحدود فرنسا في أوروبا غربآ لتكون بذلك أكبر دولة إسلامية في التاريخ، وكان معاوية أول الخلفاء الأمويون، كما أن الخليفة الأموي الخامس عبد الملك، شيد المسجد الذي عرف ياسم قبة الصخرة، كما شيّد الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى المجاور، وكان تفضيل الأمويين لفلسطين والقدس سياسي إلى حد ما، لان مكة المكرمة كانت في يد خصوم بني اميّة في العقود الأولى، ولكن حتى بعدما دانت مكة المكرمة والمدينة المنورة بالولاء للأمويين سنة 692م، فان الخليفة السابع سليمان، نصب على كرسي الخلافة في القدس ثم في العاصمة دمشق، وذلك يرجع إلى ما ذكره الحديث الشريف من ذكر فضل الصلاة والزيارة والسكنى في القدس.و قام معاوية الموئسس دولة الاموية في فلسطين حيث اتخذ من القدس مكانة شرعية دون مكة المكرمة أو المدينة المنورة.
[عدل] فلسطين زمن العباسيين
قام العباسيون بمذبحة ابي فطرس وهي مذبحة اتجاه الامراء الامويين ويقالبان عددهم كانوا 70 امير وبهذااتخذوا العباسيون من بغداد عاصمة لهم، وبلغت الخلافة العباسية اوج سلطانها ونفوذها في غضون قرن من إنشائها، امّا بعد ذلك، فقد وقع الكثير من اراضي الامبراطورية تحت سلطان حكامها الذين كان ولائهم للخلافة العباسية اسميا، وظلت فلسطين طوال الشطر الأكبر من الفترة الواقعة بين انتهاء القرن التاسع الميلادي وحتى الحملات الصليبية في نهاية القرن الحادي عشر للميلاد تحكم من قبل حكام مسلمين اتخذوا من القاهرة مقرا لهم.
زارها من العباسيين اثنان من الخلفاء، كان المنصور اولهما، وهو ثاني الخلفاء العباسيين، زار القدس مرتين وأمر بإصلاح التلف الذي لحق بالمدينة بسبب زلزال كان قد اصابها، اما الخليفة الثاني فهو المهدي، ثالث الخلفاء العباسيين، زار القدس خصيصا لأداء شعائر الصلاة في المسجد الأقصى، وقد أمر المأمون سابع الخلفاء العباسيين باجراء ترميمات كبرى في مسجد قبة الصخرة، تحت اشراف شقيقة وخلفه المعتصم، الذي كان انذاك مندوب الخليفة في سوريا.
[عدل] فلسطين زمن حروب الفرنجة والحملات المضادة لها
انقطع تسلسل الحكم العربي والإسلامي لفلسطين بفعل حملات الفرنجة غزوالفرنجة واقامة مملكة القدس اللاتينية بين عامي 1099 و 1187 للميلاد، ولكن الحملات المضادة للفرنجة بقيادة صلاح الدين الايوبي وخلفائه استمرت حتى عام 1291، حيث استرد المسلمون آخر المعاقل الفرنجة في قيصرية(قيسارية) وعكا، وقد قام الفرنجه، بعد دخولهم القدس بتعذيب واحراق وذبح آلاف من المسلمين العزّل من الرجال والنساء والاطفال، فضلا عن العدد القليل من الأهالي اليهود الذين التجؤوا إلى معبدهم، وقد قامت عدّة حروب في تلك الفترة حاول فيها القادة المسلمون تحرير فلسطين منها محاولة الوزير الأفضل الفاطمي التي باءت بالفشل.
[عدل] فلسطين في عهد المماليك
كان المماليك هم من اخرج آخر الصليبيين من فلسطين وهم من هزموا المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان، وامتدت فترة سيطرتهم ما بين عامي 1260 إلى الغزو العثماني لمصر عام 1517، وظل اسمها "جند فلسطين" وقسمت إلى ستة اقضية هي
غزة
اللد
قاقون
القدس
الخليل
نابلس
[عدل] فلسطين تحت الحكم العثماني
هزم العثمانيون المماليك في حدود 1517 وكانت الدولة العثمانية سيطرت على فلسطين عام 1516 بعد معركة مرج دابق في 23 آب أغسطس من ذلك العام، وعينت القسطنطينية حاكما محليا عليها، كانت البلاد قد قسمت إلى خمسة مناطق تسمى سناجق هي سنجق القدس وغزة وصفد ونابلس واللجون، وكانت جميعها تابعة لولاية دمشق، ولكن كان الحكم إلى حد بعيد في أيدي السكان المحليين. وتم اعادة اعمار المرافق العامة في القدس على يد سليمان القانوني عام 1537.
وقعت أجزاء فلسطين المختلفة وعموم بلاد الشام تحت سيطرة عائلات وكيانات متعددة في فترة الدولة العثمانية تراوحت بين الولاء والعداء للدولة المركزية، راجع أبوغوش, ظاهر العمر، معنيون.
[عدل] فلسطين منذ ثمانيات القرن ال19
خلال الثمانينات من القرن التاسع عشر والفترة ما بعدها، تأزمت حالة المجتمعات اليهودية في أوروبا، وخاصة في شرقي أوروبا (المنطقة التي سكن فيها أغلبية اليهود في ذلك الحين)، حيث تعرضت لاضطهاد مكثف من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية، ولسياية لاسامية من قبل حكومات أوروبية أخرى. هذا بالإضافة إلى نمو الإيديولوجية القومية في أوروبا (التي بلغت ذروتها عند "ربيع الشعوب عام 1848) إلى بلورة الصهيونية، وهي إحدى الحركات القومية اليهودية المقامة آنذاك. حددت الحركة الصهيونية منذ نشوئها هدفا لها جمع جميع اليهود في بلاد واحد تصير موقع دولة يهودية، وفضلت "إيرتس يسرائيل" (أي فلسطين) كالبلاد حيث تقام هذه الدولة اليهودية لاعتبارها الوطن اليهود الأزلي.
نشأت الصهيونية في فترة تعزز فيها التأثير الأوروبي في الشرق الأوسط، حيث استولت بريطانيا على مصر ووسعت حدودها وجعلتها جزء من الإمبراطورية البريطانية وكذلك أقامت عدد من الحكومات الأوروبية مندوبيات وقنصليات في فلسطين الخاضعة للسلطة العثمانية. فاعتبرت هذه الحكومات أيضا فلسطين بلادا متعلقة بالشعب اليهودي، كما يتبين من خطاب نابليون بونابرت في أبريل 1799 عندما حاصر جيشه مدينة عكا، ومن وعد بلفور الصادر من قبل حكومة بريطانيا في نوفمبر 1917، وكذلك من مراسلات حسين مكماهون التي قال فيها المندوب البريطاني هنري مكماهون عن منطقة فلسطين أنه "لا يمكن أن يقال أنها عربية محضة" (السير مكماهون، 24 أكتوبر 1915)، وكانت الحكومات الأوروبية تشجع بشكل ما الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي بدأت تتكثف منذ ثمانيات القرن ال19 إثر دعوة الحركة الصهيونية، والتي أدت إلى تأسيس تجمعات يهودية جديدة في فلسطين، خاصة في منطقة السهل الساحلي، حول القدس وفي مرج بن عامر.
[عدل] الانتداب البريطاني
خارطة تمثل الانتداب البريطاني على فلسطين
طابع بريد فلسطيني صادر في عهد الإنتداب البريطاني في 1917، ضمن الحرب العالمية الأولى، احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر منطقة فلسطين، وفي 1922 تأسس الانتداب البريطاني على فلسطين بموجب قرار عصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو عام 1920. وأشارت شرعة الانتداب إلى "وعد بلفور"، الذي كانت الحكومة البريطانية قد نشرته في 2 نوفمبر 1917، أساسا للانتداب (الفقرة الثانية من مقدمة الشرعة)، والذي قال إن: "حكومة صاحب الجلالة (البريطاني) تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين". كان من ردود الفعل العربية الفلسطيننية لوعد بلفور عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني عام 1919 رافضا له. أثناء الانتداب البريطاني كانت الوثائق الرسمية تعنون باسم دولة فلسطين، ومن هذه الوثائق جواز السفر الفلسطيني الصادر قبل سنة 1948 في فلسطين.
جواز سفر فلسطيني صادر أثناء الانتداب البريطاني لفلسطين.
في أبريل 1920 حدثت أولى الأزمات العنيفة بين العرب واليهود في سلسلة من الأزمات كانت ذروتها بين السنوات 1933 و1936 في ما يسمى بالثورة الفلسطينية الكبرى والتي تطورت بعد انتهاء الانتداب إلى ما يسمى بالقضية الفلسطينية أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. في ثورة القدس عام 1920م احتشد الفلسطينيون من مختلف مدن فلسطين، في القدس يحتفلون كعادتهم كل عام بما يسمى موسم النبي موسى. وفي 4 أبريل اندلعت اشتباكات عنيفة بين المحتفلين واليهود المقدسيين. وبلغ عدد الضحايا في الاشتباكات 4 عرب و5 يهود بينما أصيب 23 عربيا و216 يهوديا بجروح.
أما العدالة البريطانية فحكمت على عدد من الزعماء العرب واليهود بالسجن بين 10 و 15 سنة مع الأشغال الشاقة، ولكنه أطلق سراحهم بعد عدة أشهر.
كما وتتابعت مظاهر الرفض العربي وتصاعدت أعمال العنف بين العرب والمهاجرين اليهود، ففي أغسطس 1929 تبدأ أعمال شغب تسفر عن مقتل 133 يهودي و 116 عربي.
[عدل] الثورة الكبرى عام 1936
مقال تفصيلي :الثورة الفلسطينية الكبرى
تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ مقتل عز الدين القسام، وكان فرحان السعدي قد استمر بعده بتنظيم الهجمات المسلحة على القوافل البريطانية واليهودية في فلسطين حتى قبضت عليه القوات البريطانية، وفي 15 أبريل 1936 اشتبك الفلسطينيون مع جماعة من اليهود الصهيونيين في طريق نابلس - طولكرم، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين، وفي الليلة التالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة بتاح تكفا، وفي اليوم التالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل الربيع قتل فيها ثلاثة من اليهود، ففرض نظام منع التجول في يافا وتل الربيع، وأعلن قانون الطواريء.
[عدل] الاضراب العام وإعلان الثورة
في 20 أبريل 1936 تألفت لجنة قومية في مدينة نابلس دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر حتى تبدل السلطات سياساتها، واستجابت البلاد للدعوة وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة، وفي 25 أبريل أجمعت الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثلين عنها، ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الاضراب حتى تبدل الحكومة سياستها تبديلا تاما وتوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود وإنشاء حكومة وطنية نيابية، وعمت التظاهرات المدن الفلسطينية ووقعت اشتباكات.
في 8 مايو عقد مؤتمر اللجان القومية بدعوة من اللجنة العليا، تقرر فيه الاستمرار في الاضراب واعلان العصيان المدني بالامتناع عن دفع الضرائب اعتبارا من 15 مايو.
[عدل] قيام دولة إسرائيل
مقال تفصيلي :حرب 1948
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا إلى احالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وفي 28 أبريل بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، واختتمت اعمال الجلسات في 15 مايو بقرار تأليف لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين (UNSCOP)، وهي لجنة مؤلفة من 11 عضوا، نشرت هذه اللجنة تقريرها في 8 سبتمبر الذي أيد معظم افرادها حل التقسيم، بينما اوصى الاعضاء الباقون بحل فيدرالي، فرفضت الهيئة العربية العليا اقتراح التقسيم اما الوكالة اليهودية فاعلنت قبولها بالتقسيم، ووافق كل من الولايات الأمريكية المتحدة والاتحاد السوفييتي على التقسيم على التوالي، واعلنت الحكومة البريطانية في 29 أكتوبر عن عزمها على مغادرة فلسطين في غضون ستة أشهر إذا لم يتم التوصل إلى حل يقبله العرب والصهيونيون (انظر تقسيم فلسطين).
وفي الفترة التي تلت ذلك، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من جميع الاطراف، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قامت بتطبيقها وكانت تسيطر على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية، في حين كان العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام باجرائات فعّآلة لبناء قوة عربية نظامية تدافع عن فلسطين، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه في قرار التقسيم، وخرجت اعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك أو بسبب الخوف من المذابح التي سمعوا بها.
وفي 13 مايو وجه حاييم وايزمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترومان يطلب فيها منه الايفاء بوعده الاعتراف بدولة يهودية، واعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل ابيب بتاريخ 14 مايو الساعة الرابعة بعد الظهر، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا، وفي أول دقائق من 15 مايو انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الاعلان عن قيام دولة إسرائيل نافذ المفعول، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد ذلك بعشرة دقائق، ولكن القتال استمر ولكن هذه الآن أصبحت الحرب بين دولة إسرائيل والدول العربية المجاورة.
بحلول 7 يناير عام 1949 إنتهى القتال، ودخلت كل من إسرائيل الوليدة مع الأردن وسوريا ولبنان ومصر في مفاوضات للهدنة في ما عرف بإتفاقية رودس، ومع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد أصبحت واقعا، وسيطرت على مساحات تفوق ما نص عليه قرار تقسيم فلسطين، وإحتلت من فلسطين (حسب تقسيم الانتداب البريطاني) كامل السهل الساحلي باستثناء قطاع غزة الذي سيطر عليه المصريون ،كما قامت على كامل النقب والجليل وشمال فلسطين، وأصبحت مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية.
وبدأ تاريخ جبهة أعرض من الصراع مع الدول العربية،
طالع أيضا :الصراع العربي الإسرائيلي
.
[عدل] العدوان الثلاثي عام 1956
مقال تفصيلي :العدوان الثلاثي على مصر
في ليلة 29 أكتوبر سنة 1956 بدأت القوات الإسرائيلية بضرب سيناء، في 5 نوفمبر دخلت القوات البريطانية بور سعيد وتعرضت بور فؤاد لهجوم من قبل القوات الفرنسية، وظلت إسرائيل تحتل غزّة لفترة 6 أشهر حتى مارس 1957.
[عدل] حرب 1967
مقال تفصيلي :حرب 6 ايام
في عام 1967 قام الجيش الإسرائيلي باحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن التي كانت في ذلك الحين جزء من الأردن، كما احتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية بالإضافة إلى مناطق أردنية أخرى في الشمال، وعرفت هذه الحرب باسم حرب الايام الستة، ودخلت القاموس الفلسطيني باسم النكسة.
وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 كما يدعو الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل.
[عدل] الانتفاضة الفلسطينية 1987 (أطفال الحجارة)
انظر مقال انتفاضة فلسطينية أولى
قام الفلسطينيون بهبة جماهيرية عام 1987 وحتى 1993 عرفت باسم الإنتفاضة الأولى أو إنتفاضة أطفال الحجارة، كانت هذه الإنتفاضة سببا في نشوء ضغوط دولية على إسرائيل.
[عدل] فك الإرتباط الأردني مع الضفة الغربية
مقال تفصيلي :قرار فك الإرتباط
في شهر يوليو من العام 1988 قامت الحكومة الأردنية بناء على توجيهات من الملك الأردني حسين بن طلال بإتخاذ سلسلة من الاجراءات التي أعتبرت إعادة تعريف للوضع القانوني للضفة الغربية بالنسبة للأردن، فلم تعد الضفة الغربية جزء من الأردن تحت الاحتلال، واصطلح على هذه الخطوات بتسميتها "فك الإرتباط".
[عدل] محادثات السلام
إثر الإنتفاضة الأولى بدأت محاولات حل المشكلة عن طريق مفاوضات ترعى من قبل أطراف دولية، فبدأت مفاوضات مدريد متعددة الأطراف التي ضمت كل من سوريا ولبنان والاردن والفلسطينين وإسرائيل، تبعتها مفاوضات أوسلو وواشنطن التي أفرزت اتفاقية أوسلو.
[عدل] السلطة الوطنية الفلسطينية والحكم الذاتي
مقال تفصيلي :سلطة وطنية فلسطينية
كان قيام حكم ذاتي فلسطيني محدود في غزة ومناطق معينة من الضفة الغربية عام 1994 هو بداية لأسترداد بعض حقوق الفلسطينين، وفي عام 1996 أقيمت انتخابات رئاسية فاز بها ياسر عرفات على منافسته الوحيدة سميحة خليل.
في عام 1997 تم الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل على ما عرف باسم اتفاق الخليل الذي ترتب عليه انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق مأهولة بالفلسطينيين وبقاء مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية في البلدة القديمة والطرق المؤدية إليها.
[عدل] الانتفاضة الفلسطينية 2000 (انتفاضة الاقصى)
كانت بداية انتفاضة الأقصى في تاريخ 28/9/2000 ردة فعل شعبية على دخول ارئيل شارون أحد باحات المسجد الاقصى المبارك.
في يونيو حزيران 2002 بدأت الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار فاصل داخل الضفة الغربية، قائلة بأن الهدف من بناء الجدار هو حماية مواطنيها من "الهجمات الإرهابية" والحفاظ على أمنها، وأدى بناء الجدار إلى تحديد الحركة بين مناطق الضفة الغربية، كما حدّ من الحركة إلى إسرائيل بالإضافة إلى خلق مناطق مغلقة وجيوب محصورة خلف الجدار لا يستطيع السكان الفلسطينيون الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة، وكذلك إلى حصر ما يقدر ب 5000 فلسطيني خلف الجدار.
في 9 يناير 2005 إستلم محمود عباس لمنصب الرئاسة للسلطة الوطنية الفلسطينية بعيد وفاة ياسر عرفات الذي يظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته وإقامة انتخابات رئاسية. وعام 2006 إقيمت الانتخابات التشريعة الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أسفرت عن نجاح حركة حماس بالأغلبية النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهو ما اعتبر تغيير كبير على الخارطة السياسية الفلسطينية، وتعرض الفلسطينيون بعدها لضغوط دولية تمثلت في تغيير سياسة الدول المانحة في تحويلها للأموال للسلطة الوطنية الفلسطينية أو إيقافها تماما مما أدى إلى ضائقة مالية خانقة تعرضت لها مؤسسات السلطة، كما ظهرت خلافات داخلية عدّة تطورت أحيانا إلى مواجهات مسلّحة على خلفية خلافات سياسية بين الفصائل الفلسطينية.
[عدل] الإنقسام الفلسطيني
الفتنة اشد من القتل, الدين عند الله الاسلام سواء فتح او حماس جميعهم مسلمين اما الذي يخلق الفتنة بين فتح وحماس هو الكيان الصهيوني واي مواطن فلسطيني يقبل بالفتنة بين فتح وحماس فهو انسان غير قادر على فهم اللعبة التي يلعبها الكيان الصهيوني للتفرقة بين الشعوب المسلمة ليستطيع هذا الكيان الاستمرار في احتلال دولة فلسطين
لقد اتسمت فترة حكم حماس في المناطق الفلسطينية المحتلة بالكثير من الاضطرابات والكثير من أعمال العنف وقد وصلت هذه الاضطرابات إلى حد الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة بين مناصري حركتي حماس وفتح وكانت حركة حماس قد وتمت تهدئة هذه الاضطرابات من خلال مفاوضات رعتها المملكة العربية السعودية والتي أسفرت عن ما يعرف باتفاق مكة. وكنتيجة لذلك قامت حركة حماس بإعلان أول حكومة وحدة وطنية فلسطينية وهى الحكومة الحادية عشر ضمت في صفوفها ممثلين عن العديد من الأحزاب ولكن تأثر هذا الاتفاق بقيام عناصر من فتح بقتل بعض أئمة المساجد المناصرين والمنتمين لحماس -حسب رواية مناصري حماس-, أو باطلاق افراد من حركة حماس النار علي مقر الامن الوقائي من داخل المسجد -حسب رواية مناصري فتح-[بحاجة لمصدر], وما لبثت أن تجددت الاشتباكات في قطاع غزةوأخذت وتيرتها بالتسارع وإزداد الانفلات الأمني في القطاع ورفضت الأجهزة الأمنية الانصياع لوزير الداخلية آنذاك سعيد صيام فقام بإنشاء قوة أمنية جديدة تنصاع له باسم القوة التنفيذيةكانت هذه القوة الحامية لمشروع الوحدة الوطنية، ومع انتشار الانفلات الأمني وعمليات الاغتيال وعدم انصياع الأجهزة الأمنية للحكومة قامت حركة حماس بالحسم العسكري للأوضاع وتصحيح مسار العمل الوطني وإخضاع الأجهزة الأمنية بالانصياع لإمرة وزير الداخلية سعيد صيام وقامت هذه القوات بالقضاء على الانفلات الأمني داخل القطاع وهو ما جعل مواطني غزة يشعرون بالاستقرار نظراً لانتهاء حقبة الفلتان ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر ما قامت به حماس انقلاباً مسلحاً وقام بإعلان حالة الطوارئ في المناطق الفلسطينية وأقال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية لتصبح حكومة تسيير أعمال وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني وطلب عباس من وزير المالية في حكومة الوحدة سلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ وهو الأمر الذي اعتبره جميع القانونيين المحايدين مخالفاً للقانون الأساسي الفلسطيني حيث أنها لم تحصل على موافقة المجلس التشريعي والذي عملت فتح على تعطيله في الضفة. تقبل الاحتلال الإسرائيلي حكومة فياض وشجعها ودعمتها أمريكا وأصبحت سيطرتها على الأماكن المحتلة في الضفة الغربية وظلت حكومة الوحدة الفلسطينية المقالة لها السيطرة على مقاليد الأمور في قطاع غزة.
في هذه الأثناء قالت حماس أنها تمثل الحكومة الشرعية نظراً لفوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة قبل اقالتها واستمرت هذه الحكومة بالقيام بأعمالها في قطاع غزة، الذي بسطت سيطرتها عليه بشكل كامل، أما في الضفة الغربية فإعتقل معظم أعضاء المجلس التشريعي الممثلين لحركة حماس على يد إسرائيل. وفرضت إسرائيل حصار كاملا على قطاع غزة شاركت فيه مصر بعدم سماحها بعبور المواد التموينية والوقود من معبر رفح واعتباره معبر للأفراد فقط، مع غلقه لتضييق الخناق على حكم الإسلاميين في غزة.
في هذه الأثناء تغيرت توجهات المجتمع الدولي اتجاه حكومة سلام فياض لعدم احتوائها على أعضاء من حركة حماس، وقامت الدول المانحة بدعم هذه الحكومة لتخفيض العجز الناجم عن قطع المساعدات طوال العام السابق. وقد سارعت الولايات المتحدة الأميركية إلى الدعوة لمؤتمر سلام عرف في حينه بمؤتمر الخريف، حيث عقد في مدينة أنابوليس الأميركية في 26 تشرين الثاني 2007. وعلى ضوء التوجهات الإيجابية نحو إعادة محادثات السلام، التزمت الدول المانحة بتقديم أكثر من 7.5 مليار دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية خلال السنوات الثلاث التالية ضمن ما يعرف باسم خطة الإصلاح والتنمية متوسطة المدى.
[عدل] متحف غزة
في أحد مخيمات اللاجئين غرب مدينة غزة المحاصرة، شيدت جدران جديدة لتضم بين جنباتها قطعاً أثرية تعود لسنوات ما قبل الميلاد، لا سيما العصر الروماني والبيزنطي والإسلامي.
أقيم المتحف في قاعة مذهلة تكونت جزئيا من حجارة متبقية من منازل قديمة ووصلات خشبية مهملة لخط سكة حديد قديم ومصابيح من البرونز وأعمدة رخامية اكتشفها صيادون وعمال بناء في غزة. وتجمعت في تلك القاعة الإضاءة الخفية مع القطع الأثرية المعلقة على الحائط والموضوعة على الأرض والتي من مجرد النظر إليها تعيد إلى الأذهان حياة الأجداد والزمن القديم. ويقول مؤسس المتحف رجل الأعمال جودت الخضري إن الهدف من إنشاء المتحف هو إعطاء الشكل الحضاري لغزة وصورة مشرقة لها رغم الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عامين.
تدخل المتحف من البوابة المشابهة للزمن القديم، وتتجول بين جنبات المتحف، حيث رؤوس السهام والمراسي الرومانية وقوارير العصر البرونزي والأعمدة البيزنطية، وكانون لطهي الطعام يعود للعصر الروماني عمره يزيد عن 270 عاماً.
وفي داخل المتحف، صندوق كتب عليه العصر البرونزي القديم يعود إلى 3500 قبل الميلاد، يحتوي على جرة فخارية كانت تستخدم لحفظ المياه والطعام، إضافة إلى كأس لشرب الماء تتخذ على شكل سلة صغيرة، كما تتواجد فيه ما تشبه المطرقة تزن نصف كيلو غرام تستخدم كنوع من أنواع الأسلحة، إضافة إلى قوارير لحفظ العطور، وأعين قريبة لشكل العدسات توضع للمومياء.
وجاوره بمكان ليس ببعيد صحون تم صناعتها في العصر الروماني من حجر البازلت ترجع صناعتها إلى 2070 سنة، إلى جانب سنارة نسيج الأقمشة، وأحجار لعبة الشطرنج الكبيرة والصغيرة ولعبة أطفال على شكل عربة والتي ترجع صناعتها إلى 1200 قبل الميلاد.
ويذكر الخضري أنه حصل على القطع الأثرية من خلال عملية الحفريات التي تمت في قطاع غزة سواء أكانت بالبحر أو بالبر، مرجعاً فكرة تأسيس المتحف إلى رغبة في داخله للمحافظة على التاريخ الفلسطيني، داعياً المواطنين إلى الاهتمام بالقطع الأثرية والحفاظ عليها.
دموع داخل القوارير في العصر الروماني كان سكانها يهتمون بصناعة القوارير الزجاجية الصغيرة بحيث يجمعون داخلها دموعهم على الميت ويضعونها في القبور"، مشيراً إلى أن العصر البيزنطي عرف سكانه مشط الشعر الذي يشبه قطعة من العظم ويكون صغير الحجم.
وفي منتصف المتحف، يوجد تيجان الأعمدة التي توضع على أعمدة القصور والذي يعود البعض منها إلى العصر الروماني والبعض الآخر للعصر البيزنطي.
كما احتوى المتحف على قطع صغير كانت بمثابة أختام كانت دائرية الشكل، إلا أن مرور السنوات عليها جعلها متآكلة الأطراف صنعت من الفخار وبعضها من الرصاص تعود للعصر الروماني.
وهذه الحقبة اهتمت بوجود بلابيل أي قوارير صغيرة تحفظ في داخلها كحل العين وكانت تجاورها قوارير صغيرة لحفظ الطعام والزيوت والعطور، إضافة إلى أسرجة للإضاءة كانت تستخدم للمنازل".
الاحتلال يسرق التراث وعلى أحد جدران المتحف يعلق غطاء لتابوت على شكل وجه كبير يعود للعصر الحديدي مصنوع من الفخار وجد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، علق إلى جانبه عدد من القوارير التي تعود للعصر الإسلامي والروماني والبيزنطي والتي تحفظ من خلالها الطعام، وتستخدم البعض منها للتجارة في الاستيراد والتصدير. واتهم الاحتلال الإسرائيلي بسرقة العديد من القطع الأثرية الموجودة في دير البلح وغيرها من الأراضي الفلسطينية ليضعها في متحفه. وكان المتحف الإسرائيلي في القدس المحتلة نشر مؤخرا دليلا عن المواد التي حصل عليها فريق إسرائيلي في السبعينيات والثمانينيات نتيجة حفريات جرت في مدينة دير البلح تحت حراسة الجيش واكتشف مجوهرات ذهبية، وقوارير، والأهم من ذلك أنهم اكتشفوا أكفانا نقلت كلها إلى المتحف الإسرائيلي. وقد اقتنص بعضها وزير الحرب في ذلك الوقت موشيه دايان، المولع بعمليات البحث عن الآثار، واحتفظ بها لنفسه، إلا أن مجموعته الآن محفوظة في المتحف الإسرائيلي أيضاً.