حين تكون الريشة سهما !!
بقلم : سمير عطية *
كنت من جمهور الشهيد ناجي العلي الذين يفتتحون قراءة صحيفة القبس الكويتية من الصفحة الأخيرة !!
لم تكن رسوماته أقل سخونة من لهيب الحر في صيف الكويت ، التي احتضنت أعماله الكاريكاتيرية .
كنت أتابع ما يرسم باهتمام، وأتابع أكثر حديث أقاربي عنه في مجالسهم التي تتغنى بجرأته وتتأوه على حسرة ما يرسم من أوجاع فلسطينية وعربية وإنسانية.
هذه المجالس التي ظل قريبا منها وجدانيا رغم ابتعاده جغرافيا عنهم بسبب ترحيله عن الكويت ، واستقراره في لندن وعمله في صحيفة القبس الدولية من مكتبها في العاصمة البريطانية .
أذكر كيف كان يوم 22-7-1987 يوما ثقيلا على محبيه، حين أطلق مجهول رصاصات على ناجي العلي في أحد شوارع لندن بقي يعاني منها حتى استشهد في يوم 29/8/1987.
صغيرا كنت أتابع ما يرسم ناجي العلي ، وصغيرا بقيتُ أمام روعة دمائه التي خضبت الورق لتعطي أعماله نفحة من خلود تطلق في فضاء الكلمة أن الريشة المقاتلة أطلقت رصاصاتها على جسد الخذلان والانهزام .
تحية إلى روحه المقاتلة، وإلى صديقه " حنظلة " الشاهد الحي على حكاية الزمن العربي الرديء.
تحية إلى ريشته الصادقة التي جعلته مثلا أعلى لكل المثقفين، فلقد أضاءت دماء ناجي فضاءات مظلمة، وأقنعت الكثير من المبدعين أن الوطن يستحق أكثر من المداد...إنه يستحق الدم الذي يجري في شرايين القلوب.