--------------------------------------------------------------------------------
قصيدة فـلـق الـصـبـاح
بقلم الدكتورعدنان علي رضا النحوي
رَجِّـعْ دَوِيَّـكَ في البطاح ودَمْـدِمِ
وانهض لَملْحَمـةِ الجِهَـادِ وأقْـدِمِ
رَجِّعْ نِداءَكَ في الوِهَاد وفي الذُّرَى
وبكُلِّ مُنْعَطَـفٍ يَحـنُّ إِلى كَمِـي
واطْرُق بِصَيْحِتِك الفضاء فهاهنـا
خَنَقُـوْا النداءَ وأطْبَقُـوا فوقَ الفَمِ
وارْفَعْ نِداءَكَ في السماء يطُفْ على
أَفْلاكهـا حُرّاً وَبَـيْـنَ الأنْـجُـمِ
مَنْ ذا يُجيبُكَ والدُّنا قَـدْ سَكَّـرَتْ
أسْمَاعَها والدَّارُ قبضةُ مُجْـرِمِ ؟ !
فَارْفَعْـهُ للرَّحمن خَفْقـة مُـوقِـنٍ
بـالله لا غِـرٍّ وَ لا مُـتَـوهِّــمِ
وَاْلجَأْ إِليْـه فَلَـم تَـزَلْ أبْـوَابُـهُ
مفْتُـوحَـةً للسَّائِـلِ المُتَـوسِّـمِ
المُشْرَعاتُ عَلَى الرُّبى مـا بالُهَـا
طُوِيَتْ وما بَـالُ الفتَى لْم يَـحْـزمِ
مَا بالُهُـمْ وَقَفُوا وأضْحى زَحْفُهُـمْ
كالـبرق مِنْ أُفقٍ شحِيـحٍ مُظْلِـمِ
هَـلاَّ نَشَـرْتَ الفَجر في جنباتِـه
ونشرت مِنْ بَرْقِ العـزائم والـدَّمِ
فانْهضْ ! فَهَاتِيكَ الرُّبى قد فوَّحتْ
بالعطْرِ مِنْ عَبق الجِهَـادِ المُلْهِـمِ
أَمجَـادُ تـاريـخ وَوحـيُ نُبُـوة
وَجَـلالُ إِسْـراءٍ وَعِـزَّةُ مُسْلِـمِ
وَرَفيقُ آيَاتٍ تمُـوجُ بِسـاحِـهَـا
نُـوراً فَيَغْمُـرُ مِنْ رُبىً أو مَعلَـمِ
قُدْسِيَّـةُ الأنـوار يَخشَـعُ عنْدَهـا
قَلبي ويطْهرُ مِنْ هَـوىً أو مأْثَـمِ
يَا رَبْوةَ الأقْصَـى حَنِينُـكِ أدْمُـعٌ
وأنينُ صَدْرِكِ مِنْ جَـوىً لَمْ يُكْتَـمِ
تَتَلَفَّتـين ! وأَيْنَ إعصـارُ الفتـى
يُنْجيـك مِنْ رَهَقِ الإِسَارِ المُحكَـمِ
تَتَلفَّتِـين ! وَ كُـلُّ يـوم ثــورْةٌ
عَصفَتْ وَقَيْدُك في الوغَى لَمْ يُحْطمِ
أيْـن الفَتَـى لله يَـدْفَـعُ خطـوَهُ
وثْبـاً كَبَـارقٍ صَارِم أو لَهْـذَمِ ؟!
ويَـدُقُّ أبْـوابَ الجِنَـانِ علَى دَمٍ
حُـرِّ وَعهْدٍ في الوَغَـى لَم يُثْلَـمِ
فانْهَضْ إذا أَوْفَيْتَ خُطـةَ مُؤمـن
وصَـدَقْتْ نَهْجَ الفَارِس المُتَرَسِّـمِ
وَتَحفَّـزَتْ كُلُّ الرُّبى ! يَا حُسْنَهـا
والغَـارُ فَوقَ جَبِيِنهَـا والمِعْصَـمِ
وازّيَّنَـتْ بالـزّاحفـين كَـأنَّهـم
فَلَـقُ الصَّبَاحِ جَـلاَ عَبيرَ العَنْـدَمِ
كُـلُّ المَيَـادِيْـنِ التـي هَيّجْتَهـا
هَبَّـاتُ خَـطَّـارٍ ولَهْفْـةُ مُعْلَـمِ
أمَـلٌ عَلى أجْفَانِنـا وكُـبُـودِنـا
وعَلى مُحَيَّـانَـا وَفَـوقَ المبْسـمِ
أمَـلٌ كَأَنَّ الفَجْـر في بسَمَـاتـه
ورَفيفُـهُ بَيْن الطُّيـوف الـحُـوَّمِ
وَنَضُـمُّ في أَحْنائِنا شَرَف الهَـوَى
والشَّـوْقُ بَيْنَ مُجَنَّـحِ و مُكَـتَّـمٍ
لله مـا تَهْفُـو القُلُـوبُ إلى غَـدٍ
زَاهٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان مُـوَسَّـمِ
ومَواكِـبُ الإِيَمان تَجْلو نَصْـرَهَـا
لتُعيـدَ لأْلأَةَ الفُـتُـوحِ الـيُـتَّـمِ
وَمَجَـامِـعُ الدُّنيا تُرَدِّدُ حَـوْلهـا
الله أكْـبَـر ُ أقبِـلي وَتَقَـدَّمِـي
لا تَنْثَنـي إِلا وفَـتْـحٌ مُـشْـرقٌ
وَكَريمُ عِرْضِكِ في الْوَغَى لْم يُكْلَـمِ
دَارُ مَبَـاركـةٌ وسَـاحُ ربـاطهَـا
بَابُ الجنَان وآيةُ الشِّوقِ الظَّمِـي
يَا يَـومَ أنْ ثَارَتْ هُناك قَـوَافِـل
تَتَـرَى تَشُقُّ منَ العَجَـاج الأَقْتـمِ
ما صَدَّهُـمْ فَقْـرُ العَتاد ولا أسَـى
ذاكَ الإِسـارِ ولا فَـدَاحَـةُ مُغْـرَمِ
مَـا صَدَّهُـمْ خَدَرُ القَرِيبِ ولَهْـوُهِ
وَهَـوانُ أحْـلامِ الغُـفَـاةِ النُّـوَّمِ
شـدُّوا أكُفَّـهُـمُ كـأنَّ زِنَـادَهـا
وقْـدُ العَزيمَة في لَهِيـب مُضْـرَمِ
مَا كَان فِيها لو نظرُتَ سوَى الحَصى
قد أرْعَدَتْ في الأُفْقِ إرْعَادَ الكمِـي
وكَأنَّهَـا قَصْفُ المَدافَع ولْـوَلَـتْ
ما بَيْنَ أعْراسِ الجِهَـادِ وَمَـأْتِـمِ
وَحَنـاجِـرٍ خَفَقَـتْ كَأَنَّ دَويَّهَـا
رَعْـدٌ يُجَلْجِلُ أُو زَئِيـرُ الضِّرْغَـمِ
تركَـتْ قِـلاعَ الغَاصبـين كأنَّهـا
تَهْـوي بِمُنْصَدعِ الجِـدَار مُهَـدَّمِ
أمَـلٌ يُدَاعِبُـهُ الخَيالُ فَهلْ تُـرى
صدَقَ الخيَالُ وَجَـدَّ بَعْدَ تَوَهُّـمَ ؟!
أمْ أنّـهُ بَـرْقٌ ! فـيـا لعَـزائـمٍ
هبَّـتْ عـلى نهْـجٍ أدقَّ وَأَحْـزمِ
______________________________
قصيدة يـا قُــدسُ !
بقلم الدكتورعدنان علي رضا النحوي
يا قُدسُ! يَا نجْوى الزَّمان ولَهْفةَ الـ
أُفُقِ اُلمُطِلِّ على رُبَاكِ ! فأجْملي
يَا قُـدسُ ! يَا إشراقة الفَجْر النَّدِ
يِّ وبسمةً طَلَعتْ مَع الصُّبْحِ الجَلِي
يَا قُـدسُ ! يَا عِـطرَ الدُّهور ونفحةً
مَاجَت على الأمَـلِ الغنيِّ المرفِلِ
يا قُدسُ ! يا رفَّ الحَنين وخَفْـقةً
مِـن كلِّ قَـلبٍ خَاشعٍ متبتِّـلِ
يا قُدسُ ! يَا عَبَقَ الفُتُوحِ ونسمةً
سَارَتْ بريَّا المِسْكِ فوحَ قُرنْفُلِ
يا قُدسُ ! يا نُورَ النُّبوَّةِ أشرقـَتْ
في الدَّاجياتِ و يَا صَفاء المَنْهـَلِ
كلُّ النُّبُواتِ التِي بُـعِثَتْ سَعـَتْ
شَوقـاً إِليكِ بِنـُورِهَـا المُتَهلّـِلِ
كمَ أشـرَقَتْ في كلِّ ساحٍ آيـةٌْ
للهِ تُنـْبِئُ بالنَّـبيِّ الأَكْـمَـلِ
فَإِليكِ أُسْـريَ بالنَّبيِّ مُحَـمَّـدٍ
لِيَؤُمَّهُمْ ! يَـا للإِمـامِ الأعدلِ
ثُمَّ ارتَقَى لمعـارِجٍ موصُولةٍ
بَلَـغتْ بهِ أَعلى رُؤَى أو مَنْـزِلِ
دارٌ مبارَكَـةٌ و أنفاسُ الهُـدى
فيها على رَوْضٍ أَغَنَّ مُظَـلَّلِ
المسْجد الأقْصَى بِساحك ! يا له
من مَسْجِدٍ بِهُدَى العُصُور مُجَلَّل
بالحقِّ بالإسـلام بالدين الذي
حَمَلتْـهَ كلُّ نُـبُـوَّة أو مُـرْسَـل
طاف الجَمال بكلِّ أرضٍِ وانْتَهى
لرُبَاكِ مَجْلوّاً ! فَقِـيل هُـنا انْزِلِ
وإذا رباك غَنيَّةٌ خَفـقَ الهـوى
في كلِّ ركـنٍ بالجلال مُـكلَّل
أرضَ الملاحِم حـدّثي عن أُمَّـةٍ
تركَتْك في أسْـرٍ شَـدِيد مُـثْقِلِ
أرض الملاحِم حدِّثي عَنْ غافِـلٍ
مُسْتَسْلمٍ أو جاهِـلٍ مُتَنَـصِّل
طيبي فلسطينُ الحبيـبَة أشْرقي
أملاً تجَدِّده الـدّمـاء وهـلِّلي
ستَظلُّ أرضُك بـالملاحـم ساحَـةً
للمؤمنين وعَهْـدَ يوم مُقْـبِل
سَتَظَلُّ أرضُكِ بالملاحم شُعْـلَـةً
لتَشُقَّ مِـنْ ظُلُماتِ لَيْـلٍ ألْـيَـلِ
لا تيأسي ! فالأُفْقُ مزْدَحِمٌ بطلْـ
ــعَةِ أُمَّـةٍ موصولةٍ لمْ تُجْهَـل
وكـتائبٍ مَرْصُوصَـةٍ لا تَنْثني
إلا على نَصْـرٍ أعزَّ و أجْـمَـلِ
____________________________
ومضى زمن السلام
ما عاد يجدي الساكرينَ المشرَبُ ... يا أيها السِّـلمُ الزهيدُ الخائبُ
و العهد ولى مثل شمسٍ تغرُبُ ... كيف احترمنا عهدَ جنسٍ خائنٍ
كانت أنوفُ العزِّ نصراً تطلُبُ ... يا ليتنـا كُـنَّا عَقِـلْنا قبلهـا
و القدسُ فينا تهتفُ : لا تتعبُوا ...كُنَّا سبقـنا الريحَ نبغي مجدنـا
قد سلَّمت، أسيادُها هم يَعرُبُ ... قدسٌ سيبقى عطرُها إسـلامَها
في القلب دوماً أنتِ أنتِ المرغبُ ...يا مهجتي، طيفَ السنا، أنشودتي
للشاعر الفلسطيني / سامر سكيك
___________________________________________
قصيدة هو رامي أو محمَّد
شعر الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي
يا رامي إجلس يا ولدي .... وتجنًب قصفهم الدًامي
يا رامي اجلس من خلفي .... وتترس منهم بعظامي
اجلس يا ولدي من خلفي .... لا تنهض فالموت أمامي
طلقات رصاص يا ويحي .... إلصق في ظهري يارامي
طلقات رصاص يا ويحي .... ادخل في جسمي يارامي
احذر فالأرض بما صنعوا .... تتزلزل تحت الأقدام
طلقات رصاص يا أبني .... أُسكت ياولدي يا رامي
أفديك بروحي يا أبتي .... أُسكت يا ولدي يارامي
أحميك بجسمي يا أبتي .... أسكت فالله هو الحامي
احذر يا ولدي قد فتحوا .... رشاش الحقد المتنامي
طلقات رصاص صرخات .... ترســم خارطة الآلام
طلقات رصاص وسكون .... يتحدًث عن موت غُلام
طلقات رصاص ما بالي .... لا أسمع صوتك يارامي
يا فرحة عمري يا ولدي .... يا سرّ صفائي يا رامي
ما بالُ يديك قد ارتختا .... ما بالك تجمد يارامي
قل لي ياولدي حدثني .... بالغ في شتمي وخصامي
لكن يا ولدي لا تسكت ... لا تقتل زهرة أحلامي
أنفاسك يارامي سكنت .... سكنت أنفاسك يا رامي
هل مات حبيبي هل طويت .... صفحته قبل الإتمام
يا أهل النًخوة من قومي .... من يمن العرب إلى الشامِ
يا أهل صلاة وخشــوع .... يا أهل لباس الإحرام
يا كلّ أب يرحم ابناً .... يا كلّ رجال الإسلام
يا أهل الأبواق أجيبوا .... يا أهل السَّبق الإعلامي
يا هيئة أمم مقعدة .... تشكو آلاف الأورامِ
يا مجلس خوف أحسبه .... أصبح مأجور الأقلامِ
يا أهل العولمة الكبرى .... يا أخلص جندالحاخامِ
يا من سطرتم مأساتي .... ورفعتم شأن الأقزامِ
يا أهل النّخوة في الدنيا .... أولستم أنصارسلام ؟
أسلام أن تسرق أرضي .... أن يقتل في حضني رامي ؟
ما بالي يتلاشى صوتي .... لم أبصر جبهة مقدامِ
طلقات رصاص أشلاءٌ .... نارٌ كالحة الإضرامِ
طلقات رصاص صُـبُّوها .... إن شئتم في قلبي الدامي
صـبُّوها في هامة رأسي .... وجميع عروقي وعظامي
فالآن تساوت في نظري .... أوصاف ضياءٍ و ظلامِ
والآن تشابه في سمعي .... صـــوت الرشــاش وأنغامي
والآن سيمكث في قلبي .... لن يرحل من قلبي رامي
لن أنسى نظرته العطشى .... لن أنسى مبسمه الدّامي
لن أنسى الخوف يعلّقه .... بذراعي اليمنى وحزامي
حاولت اســتجداء الباغي .... وبعثت نداء اســترحام
لكنِّ نداءاتي اصــطدمت .... بجمود قلوب الأصــنام
هل قتلوا رامي ؟ ما قتلوا .... فحبيبي مصدر إلهامي
مازال حبيبي يتبعني .... ويسـير ورائي و أمامي
سأجهز إخوته حتى .... يتألِّـق فجرُ الإســلام !
_________________________________________
قصيدة ربِّ كُن لي
للشاعر أحمد مطر
كيفَ أُغلي
نَفْسَ مَن يَغلي مِنَ الحُزنِ
على قاتِلِ أهلي ؟!
كَيفَ أُعلي
رأسَ مَن يَخفِضُ رأسي
للّذي يُزمِعُ قَتْلي ؟!
ها أنا مِن مَطلَعِ العُمرِ
أَزُفُّ الشَّمسَ يوميّاً
لِمَن يُطفِئُها كُرهاً لِظِلّي !
وَعلى رَغمِ الأذى
أَبسُطُ عُذري دُونَهُ دَرءاً لِعَذْلي
وأُداري ذَنْبَهُ بالجَهلِ
حتّى لَمْ تؤكّدْ دَورةُ الأيّامِ
إلاّ فَرْطَ جَهْلي .
يا لِبلوايَ بِنُبلي !
بِدَمي غارَ دَمي .. وانهَدَّ حَيْلي
وإذا سُؤلي مِنَ الآمالِ
أرتالٌ مِنَ الأنذالِ
يَنهالونَ بالأوحالِ
مِن فَوقي وَمِن تَحتي وَحَوْلي .
فإلى أينَ أُوَلّي ؟
رَبِّ كُن لي
واكْفِني شَرَّ الغَباءاتِ
التي فَوقَ المَباءاتِ تُصَلّي !
واشْفِ غِلّي
مِن عَبيدٍ
صَلصَلَتْ أغلالُهُم حُزناً وغَيظاً
لاِبتسامي عِندَما حَطَّمتُ غُلّي !
رَبِّ وارزُقْهُم بِطاغٍ مِثْلِهِ
واكتُبْ لَهُم في ظِلِّهِ
عَيْشَ الرِّضا والأمْنِ مِثْلي !
سَوفَ أمضي لِغَدي وَحْدي
وعِنْدي
مِن ضَميري كُلُّ أوطاني وأهلي .
أَنَا لَم أَجْنِ مِنَ القُطعانِ
إلاّ ذِكرياتٍ
لِنُدوبٍ زَحَمَتْ قلبي وعَقلي .
ونَصيبي مِن ثَرى الأوطانِ
ما كانَ سِوى بَعضِ غُبارٍ
ثارَ في خَفْقِ الخُطى يَومَ فِراري
وَتَهاوى مُرغَماً مِن فَوقِ نَعْلي !
________________________________
الشهيد الشيخ أحمد ياسين
للشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي
هم أكسبوك من السباق رهانـــا ...... فربحت أنت وأدركـــوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُناك بغدرهم ...... فأذقتهم فـــوق الهــــــــوان هوانا
إني لأرجو أن تكــــون بنارهم ...... لما رمـــوك بها ، بلغـــــت جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جهـــرةً ...... أبشـــر فـقـــد أورثتهم خــــــذلنا
أهل الإساءة هم ، ولكن مادروا ...... كم قدمـــــوا لشموخـــك الإحسانا
لقب الشهادة مَطْمَحٌ لم تدَّخـــــر ...... وُسْعَــاً لتحمله فكـنــــت وكـــــانا
يا أحمد الياسين ، كـنت مفوهـاً ...... بالصمت ، كانا الصمت منك بيانا
ما كنــت لإهــمة وعــزيمـــــةً ...... وشموخ صبرٍ أعجــــــز العدوانا
فرحي بنيل مُناك يمزج دمعتي ...... ببشارتي ويخفِّـــف الأحــــــزانا
وثَّقْتَ بــالله اتصالــــــك حينما ...... صليت فجرك تطـلــــب الغفرانا
وتلوت آيــــــات الكتاب مرتلاً ...... متـــأمــلاً .. تــتــدبر القــــــرآنا
ووضعت جبهتك الكريمة ساجدا ...... إن السجــــــــود ليرفع الإنسانا
وخرجت يتبعك الأحبة ، مادروا ...... أن الفـــــــراق من الأحبة حانا
كرسيك المتحرك أختصر المدى ...... وطوى بك الآفـــــــاق ولأزمانا
علمته معنى الإباء ، فلم يكـــــن ...... مثل الكراسي الراجفــــات هوانا
معك استلذ الموت ، صار وفاؤه ...... مثلاً ، وصــــــــار إباؤه عنوانا
أشلا ء كرسي البطولة شاهــــدٌ ...... عــــدل يديــــن الغادر الخـــوانا
لكأنني أبصـــــرت في عجلاته ...... ألما لفـــــقــدك ، لوعــــة وحنانا
حزناً الأنك قد رحلت ، ولم تعد ...... تمشي به ، كالطـ،ـواد لا تتوانى
إني لتسألني العدالـــــة بعدمـــا ...... لقيت جحود القوم ، والنكـــــرانا
هل أبصرت أجفان أمريكا اللظى ...... أم أنــهـــــــا لاتملك الأجفانا ؟
وعيون أوربا تُراها لم تـــــزل ...... في غفـلـــة لا تبصر الطغيانـــا
هل أبصروا جسدا على كرسيه ...... لما تـنــاثــــر في الصباح عيانا
أين الحضارة أيها الغرب الذي ...... جعل الحضارة جمرةً ، ودخــانا
عذراً ، فما هذا سؤالُ تعطُّـفٍ ...... قد ضلَّ مــن يستعطف الـبــركانا
هذا سؤالٌ لايجيـد جوابــــــــه ...... من يعبد الأَهــــــــواء والشيطانا
يا أحمدُ الياسيـن ، إن ودعتـنا ...... فلقد تركـــت الصــــدق والإيمانا
أنا إن بكيتُ فإنما أبكـي علـى ...... مليارنا لمـا غــــدوا قُطعـــــــــانا
أبكي على هــذا الشتات لأمتي ...... أبـكـي الخلاف الُمرَّ ، والأضغانا
أبكي ولي أمـــلٌ كبيرٌ أن أرى ...... في أمتي من يكســــــــر الأوثانا
يا فارس الكرسي وجهُكَ لم يكن ...... إلا ربيعاً بالهــــــــــدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ ...... للفجــــــــرحيــن يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسان كأنني ...... بك عندهـــــن مغرِّداً جَـــذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما ...... بشموخ صبرك قــد عقدت قِرانا
هذا رجائي يابن ياسين الذي ...... شيَّــــدتُ فــــــي قلبي لـــه بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي ...... تسقي الجذور وتنعش الأغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباء بدفقــــــه ...... ما أجمــــــــل الأنهارَ والبستانا
ستظل نجماً في سماء جهادنا ...... يامُقْعَداً جعــــل العــــدوَّ جبــــانا